الأخبار
قرقاش

قرقاش : زيارة محمد بن زايد المرتقبة لنيودلهي تؤكد عمق العلاقات الإماراتية - الهندية وآفاقها الواعدة.

قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للهند يوم الأربعاء المقبل والتي تستمر حتى 13 فبراير الجاري تؤكد عمق العلاقات الإماراتية - الهندية وآفاقها الواعدة.. وتمنح البلدين الفرصة لمناقشة القضايا المشتركة ومجالات متقدمة وأكثر أهمية للتعاون تتضمن التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية والطاقة وتداعيات تغير المناخ والأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف معاليه في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر وزارة الخارجية لإلقاء الضوء على برنامج زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنيودلهي والتي يرافقه خلالها وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومسؤولين ورجال أعمال من مختلف القطاعات وتشمل مدينتي نيودلهي ومومباي .. إن الزيارة تهدف إلى البناء على نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لدولة الإمارات في أغسطس الماضي وتعزيز التعاون مع الهند بشأن مجموعة من القضايا التجارية والسياسية والأمنية.

وأعرب عن تطلع دولة الامارات للتعاون بشكل أوسع في العديد من القطاعات التي تشمل الطاقة والطيران والتكنولوجيا والبنية التحتية والشركات الصغيرة والمتوسطة واصفا الزيارة بأنها جزء من الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمواصلة بناء العلاقات في جميع أنحاء آسيا وتعزيز دورها كبوابة رئيسية للمنطقة وجسر بين الأقطاب الاقتصادية العالمية من الشرق والغرب.

و قال معاليه :" نحن في دولة الإمارات نؤسس لعلاقاتنا مع البلدان والثقافات الأخرى بالاعتماد على مبادئ السلام والرخاء والاستقرار والتسامح والوحدة وهي المبادئ التي رسمت ملامح علاقاتنا الخارجية منذ أكثر من أربعة عقود وستبقى الأساس في علاقاتنا مع الدول والشعوب الآخرى" .

وأكد معاليه أن علاقة الصداقة المتينة بين الإمارات والهند بنيت على أسس من الأهداف والقيم المشتركة وروابط من التاريخ المشترك تعود إلى الطرق القديمة لصيد اللؤلؤ موضحا أن المصالح الاقتصادية المشتركة بين الطرفين أصبحت اليوم أكثر فعالية وأهمية حيث أن الهند تعد أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات التي تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري للهند.. مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين نما من 180 مليون دولار سنويا في 1970 إلى 59 مليار دولار حاليا.

وشدد معاليه على أن الإمارات ترى في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للهند فرصة لتعزيز العلاقة الاقتصادية إلى مستوى أوسع وأكثر شمولية حيث سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في القطاعات ذات الأهمية لكلا البلدين والتي سيتم الإعلان عنها خلال الزيارة.

وقال إن دولة الإمارات تشعر بالثقة تجاه التنمية الاقتصادية في الهند والتي جرى تعزيزها من خلال العديد من المبادرات والإصلاحات التي وضعتها حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والتي مهدت الطريق للنمو المستقبلي للبلاد.. وأشاد برؤيته تجاه استراتيجية التنمية الاقتصادية الهندية وأكد أن الإمارات ترى فيه شريكا موثوقا يمكن الاعتماد عليه لتوفير الدعم المستمر.

وأضاف قرقاش إنه مع تفاؤلنا بالمستقبل فإن العلاقة بين الإمارات والهند ستواصل اكتساب المزيد من الزخم لما تتمتع به من أهمية استراتيجية.

و في إطار دعم الاستقرار الإقليمي عبر معاليه عن تطلع الإمارات لتوسيع الحوار والتعاون مع الهند في العديد من المجالات منها توفير الأمن والحماية الإقليمية ومواجهة الإرهاب وأيديولوجيات التطرف وتعزيز الأمن البحري والإلكتروني.

و في مجال الطاقة والابتكار أكد معالي قرقاش أن الإمارات والهند تواصلان مناقشة الفرص التي تساعد على تطوير وتبادل التكنولوجيا لتمكين البلدين من تحسين إمكانية الوصول إلى أمان موارد الطاقة مع توسيع مجال انتشار حلول الطاقة المتجددة.

و نوه إلى أن العلاقة بين الإمارات والهند تتجاوز التعاون الاقتصادي والسياسي فهي علاقات راسخة تعود إلى عقود ماضية من التبادل الثقافي والتجاري.

و أوضح معاليه أن الجالية الهندية التي تعيش وتعمل في الإمارات العربية المتحدة تشكل أكبر جالية في الدولة وتقوم بدور رئيسي ضمن جميع الشرائح الاجتماعية في دولتنا.

و أعرب معاليه عن أمل دولة الإمارات في تسخير هذه العلاقات لتوسيع آفاق التبادل الثقافي والاجتماعي و تطلعها لمستقبل مزدهر لروابط الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل بين البلدين.

وبشأن التحالف الدولي لمحاربة داعش أكد معالي الدكتور أنور قرقاش ثبات موقف الإمارات الداعم لهذا التحالف وقال إن الإمارات مستمرة في دعمها لمساره .. و أشار إلى أن هناك تقدما تحرزه القوات العراقية لدحر التنظيم وعلى الحكومة في بغداد أن تزيد من جهدها وتعاونها لمواجهته.

و قال إن موقف الإمارات دائما كان واضحا في أن التصدي لداعش يحتاج إلى تحرك سياسي في بغداد يضم و لا يهمش السنة وكذلك ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد التنظيم .

و أضاف : " إن الامارات ثابتة في موقفها لدعم القوات التي تحارب داعش .. لا أتحدث عن آلاف القوات .. أتحدث عن قوات تقدم الدعم للقوات التي تقاتل على الأرض إن رأى التحالف على أن تلعب الولايات المتحدة دورا قياديا في ذلك ".