برعاية حمدان بن محمد - جلسات «100 موجه» تتحدث لغة التفكير الإبداعي

27.09.2016

انطلقت أمس، في كلية دبي للطلاب، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فعالية جلسة التوجيه الأولى، بعنوان «التفكير الإبداعي»، التي تأتي ضمن برنامج 100 موجه، إحدى مبادرات مجلس الإمارات للشباب، والتي تهدف لصقل خبرات الشباب، وتعزيز مهاراتهم لتمكينهم من القيام بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية المستدامة وصناعة مستقبل الإمارات.

وحضر الجلسة معالي نورة الكعبي وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، حيث تم اختيار معالي نورة الكعبي لافتتاح أولى الحلقات والتحدث عن تجربتها ومسيرتها المهنية، وأهم المحطات في حياتها العملية والتجارب الناجحة في الإبداع والتواصل للتغلب على التحديات.

ثمرة فكر

وأوضحت معالي شما المزروعي في بداية الجلسة أن برنامج «100 موجه» كان ثمرة الأفكار والأطروحات التي حرص الشباب الإماراتي على مناقشتها أثناء حلقات مجلس الشباب، التي انعقدت خلال الفترة الماضية، حيث طالبوا بإبراز النماذج الإيجابية التي تعتبر قدوة للشباب الإماراتي، للتحدث عن تجربتها، والاستعانة بها كونها نماذج إيجابية يحتذى بها، وتكون قدوة لهم.

تطوير مهارات

وأبانت أن البرنامج يهدف إلى تطوير مهارات الشباب عن طريق تفاعلهم مع ذوي الخبرة في كل القطاعات، لافتة إلى أنه تم اختيار 100 شخصية على مستوى عال من الكفاءة والخبرات المتميزة، لتوجيه الشباب وتعزيز مهاراتهم، وصقل خبراتهم، في مختلف المجالات، وهؤلاء الموجهون سيعملون من خلال المحاضرات المستقبلية على بناء قدرات الشباب ومساعدتهم على تنويع مهاراتهم وتطويرها.

وأضافت معاليها أن للقدوة دوراً كبيراً ومهماً في تنمية المهارات، وإيجاد هدف ونموذج إيجابي للشباب لإعطائهم جرعات أمل وتفاؤل نحو الغد، مؤكدة أن الشباب الإماراتي محظوظ لوجود قادة يعملون على تمكينهم ووضعهم على الطريق الصحيح بفضل البرامج والخطط المستقبلية، التي تستعين بهم لوضع أسسها.

أجيال متميزة

وتابعت، إن الإمارات خرجت أجيالاً متميزة وأبطالاً أعطوا الكثير كل في مجاله وتخصصه، ما جعل الدولة تتبوأ مكانتها اللائقة والمتميزة بين كبار الدول، ما يعكس الجهود المستمرة والمتواصلة التي يقدمها الجميع لرفع مكانة الوطن في كل الميادين والمحافل، مشيرة إلى أن معالي نورة الكعبي واحدة من كثيرين يبذلون قصارى جهدهم للانطلاق بمقدرات الوطن للأمام، وأن وجودها لافتتاح برنامج 100 موجه، ما هو إلا رسالة قوية تعكس قدرة وإمكانات الشباب الإماراتي، الذي أصبح يتقلد أرفع المناصب بالدولة، ويعطي نموذجاً إيجابياً لقصة نجاح يجب الاقتداء بها.

وقالت، إن هناك تواصلاً مع الشباب لاختيار 99 موجهاً يقدمون خبراتهم وتجاربهم خلال الجلسات المقبلة، وأن بعضاً من هؤلاء المتحدثين سيكونون من جنسيات أخرى، للاستفادة من تجارب مختلفة لأشخاص متميزين في مجالات وأماكن أخرى.

دروس وعبر

ومن ناحيتها عبرت معالي نورة الكعبي عن سعادتها البالغة لوجودها بين صفوف الشباب الإماراتي، التي تعتبر نفسها واحدة منهم، تعيش تحدياتهم وأحلامهم، وتعرف جيداً ما الذي يبحثون عنه لرسم نجاحات مستقبلهم، مؤكدة أن قادة الإمارات طالما أعطوا الجميع دروساً وعبراً في كيفية التواصل مع أبناء شعبهم، وأنهم بذلك أوجدوا نوعاً من التعايش اليومي مع حياتهم وتحدياتها.

وذكرت أن مفردات النجاح بالنسبة لها تتمثل في وجود فرق عمل مؤهلة، وبيئة إيجابية، وتوفر أهداف واضحة ومحددة للوصول إليها، إضافة إلى استغلال الوقت بشكل أمثل، والتركيز في أي مهمة بعيداً عن العواطف، مشيرة إلى أن أول الدروس التي تعلمتها في صغرها، كانت من خلال والدتها، حينما حولت أوراقها من مدرستها الخاصة إلى إحدى المدارس الحكومية، عندما لاحظت أنها تكتب اسمها باللغة العربية من اليسار إلى اليمين، وأن هذا الموقف جعلها تتساءل لماذا هذا الموقف ومغزاه، وأنها بدأت تدرك ذلك مستقبلاً حيث إن اللغة هي هوية الشخص.

تجارب حياتية

وتطرقت إلى المرحلة التي سافرت فيها إلى الولايات المتحدة الأميركية مع أسرتها في مهمة عمل، وحينها كان الكثيرون يتساءلون عن الإمارات كونهم لا يعرفون عنها إلا القليل، ومقارنتها لذلك الآن وما وصلت إليه الدولة من عالمية وشهرة حتى أصبحت قدوة ونموذجاً للنجاح يسعى وراءه الكثيرون، مدللة على الإصرار والرؤية الصائبة التي يتمتع بها قادة الدولة لرسم مستقبلها منذ سنين طويلة، والوصول لما نحن عليه الآن.

وأشارت إلى الأهمية الكبيرة للاستفادة مما هو متاح من إمكانات تقنية كبيرة، والتي أصبحت ضرورة حياتية للنجاح، وذلك من خلال ما توفره من سهولة الاتصال وتوفير المعلومة والوصول بالأفكار الإيجابية إلى قطاعات مستهدفة كبيرة بفاعلية، مشددة في الوقت نفسه على أهمية إدارة محتوى الرسائل التي تبعث من خلال هذه الوسائل، والاستفادة منها بشكل جيد.

الإبداع ضروري

وأفادت أن الإبداع في العمل أصبح مطلباً وضرورة كبيرة للاستفادة مما هو متاح من إمكانات وفرتها الدولة في مؤسساتها للاستفادة من قدرات موظفيها، وأن هذا الإبداع يتطلب تطويراً مستمراً للأفكار التي يشتغل عليها هؤلاء، بحيث يكون هناك مساحات للتخيل والابتعاد عن التكرار في كل شيء، مؤكدة أن حث الموظفين على ذلك سيكون سبباً رئيساً في الانطلاق بقدرات مؤسساتهم للأمام، وأن هذا لن يتأتى بغير الاعتماد على العمل الجماعي وتوظيف قدرات الجميع لتكون منصة للتميز، وأن المختبرات الإبداعية الموجودة الآن بالمؤسسات أصبحت حاضنة للأفكار الإيجابية التي تبحث عن الانطلاق بها نحو النجاح.

نقاشات مفيدة

وأجابت معاليها عن أسئلة المشاركين من الشباب والتي تعلقت بأهمية الإبداع والابتكار، حيث أوضحت أن الإبداع هي صفة ملازمة للارتقاء بالعمل وتنميته وإضافة شيء جديد له يضيف له وينميه، وأنه أصبح مطلباً حياتياً غير محدود في كل المجالات بكل أنواعها وأهميتها.

وأشارت إلى أنها تعتبر فترات إجازتها وأوقات ممارسة الرياضة هي أفضل الأوقات التي تستطيع فيها الإبداع وإيجاد الأفكار المثمرة المؤثرة في عملها، لافتة إلى أنه يجب على الشباب تطوير إبداعاتهم قدر الإمكان والخروج بها من الحيز الضيق لمساقات تخيلية أبعد، وأن ذلك لن يتأتى بغير الابتعاد عن الروتين في الحياة.

القراءة أساس

وأوضحت أن القراءة لها من الأهمية بمكان تجعلها تأخذ جزءاً مهماً من الجدول اليومي لأي شخص، وأنه يجب تعزيز هذه المهارة لدى الجميع بمختلف اهتماماتهم، بحيث يمكن قراءة أجزاء صغيرة يومية وصولاً لمساحات قرائية أكبر بحسب توفر الوقت، مؤكدة أن القراءة لها مفعول السحر في تكوين وصقل شخصية كل إنسان، بما تضمه من عصارات تجارب وخبرات الآخرين.

حماية

ركزت معالي نورة الكعبي على أهمية الإعلام ودوره في تعزيز الإبداع والابتكار والانتماء، وأن له الأهمية القصوى في حماية ما يبث من أفكار للشباب، من حيث توفير المعلومة الصحيحة، وتقديمها بطريقة تناسب الأجيال الحالية، التي تبحث عن التميز كل يوم.