محمد بن راشد يجمع أطفال وشباب العرب بالقراءة…توج أبطال «التحدي» في أوبرا دبي

25.10.2016

في حفل حاشد استضافته أوبرا دبي وتجاوز عدد الحضور فيه 1500 شخصية من بينهم وفود من 21 دولة، توّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بطل «تحدي القراءة العربي» في دورته الأولى، حيث ذهب الطالب محمد جلود من الجزائر بالجائزة الأولى ومقدارها 150 ألف دولار أمريكي، في حين حازت مدرسة طلائع الأمل الثانوية من فلسطين على جائزة المليون دولار لتميزها في التحدي. وقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتكريم الفائزين بالإضافة إلى تكريم أبطال التحدي الثماني عشر الذين مثلوا دولهم من جميع أنحاء العالم العربي.  وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن سعادته البالغة بهذه التظاهرة المعرفية الكبرى من نوعها على صعيد الوطن العربي، مؤكداً أن "القراءة والمعرفة طريقنا الأقصر لاستئناف الحضارة في المنطقة، وأن حفظ لساننا العربي وثقافتنا الإسلامية وهويتنا التاريخية الأصيلة يبدأ من القراءة".

وقال سموه: "إن الأمة التي تقرأ تنجب أجيالاً تتوارث قيم الخير والتسامح والاعتدال، وتواجه التحديات بالأمل والمثابرة، كما أن الجيل الذي يقرأ هو جيل يبني ويبدع ويتفاعل بإيجابية مع محيطه ومع العالم". وشدد سموّه على أن "تحدي القراءة العربي" هو رسالة من الإمارات بأن سلاح العرب كان وسيبقى المعرفة والعلم والفكر المنفتح، لافتاً إلى أن العالم العربي اليوم لا يعيش أزمة قراءة ومعرفة بقدر ما يعيش أزمة حوافز وبيئة إيجابية وعمل مشترك يتعاون فيه المسؤولون والتربويون وأولياء الأمور على تشجيع أطفالنا وطلابنا على استنهاض عزيمتهم وتوسيع مداركهم والإقبال على القراءة والمعرفة بشغف. وعبّر صاحب السمو عن اعتزازه بطلابنا العرب، حيث قال: «لا نتوّج اليوم 18 فائزاً فقط، بل نتوج أكثر من 3.5 مليون قارئ في الوطن العربي»، مضيفاً: "لقد شارك معنا هذا العام 3.5 مليون طالب، وموعدنا العام المقبل مع 7 ملايين طالب بإذن الله". وأكد سموه أن "تحدي القراءة العربي» أبرز أفضل ما في أجيالنا العربية من إصرار وعزيمة وهمة عالية"، مشيراً إلى أنه "مع كل كتاب يقرؤه الطلاب، تتفتح عقولهم، وترتقي مجتمعاتهم، وتستفيد أسرهم، ويضعون لبنة قوية لمستقبل أمتهم"، وتابع: "لقد اخترنا أن نربي أجيالاً تصون تاريخنا، وشبابنا رايتهم المعرفة والعلم ليكملوا مسيرة بناء الإنسان العربي الأصيل الملتزم في فكره وسلوكه".

تفوق على منافستيه

وتابع سموه: "نحن أمام جيل عربي فاق توقعاتنا، وأثبت لنا أن الأمل كبير بمستقبل تصنعه الأجيال الجديدة، وترفده بمقومات الاستدامة والتطور، وهي المعرفة والاجتهاد والإبداع".  وحرص سموه على تأكيد أهمية هذا المشروع المعرفي، قائلاً: «لقد تعاونت 54 جنسية من 21 دولة لإنجاز مشروع معرفي واحد يخدم ملايين الطلاب»، وأضاف: "مشروع تحدي القراءة العربي هو رسالة بأنه بإمكاننا نحن العرب أن نعمل وننجز الكثير من المشاريع المشتركة". واختتم صاحب السمو قائلاً: "لدينا في بلادنا العربية طاقات هائلة، وعقول متميزة وأجيال واعدة، نراهن عليهم لمستقبل هذه الأمة". وتوّج صاحب السمو الطالب محمد جلود من الجزائر بلقب «بطل تحدي القراءة العربي» لعام 2016 بعدما تفوق على منافستيه رؤى حمود من الأردن وولاء البقالي من البحرين، حيث قدم خطاباً مبهراً أمام أكثر من 1500 شخص أبرز فيه مهارة عالية في الاستيعاب والفهم والتعبير والنقد والتحليل، فحاز على أعلى الدرجات من خلال تصويت الجمهور الموجود في الحفل وتصويت لجنة التحكيم المؤلفة من: المعلمة حنان الحروب، والدكتور عبد الله المغلوث، والدكتور سلطان العميمي. إلى جانب الحضور الحاشد في مسرح أوبرا دبي، تابع حدث التتويج ملايين المشاهدين في مختلف أنحاء الوطن العربي من خلال أكثر من 70 مؤسسة إعلامية نقلت تفاصيل الحفل ومن خلال نقل مباشر عبر الإنترنت شاهدته حشود الطلاب في العديد من المدارس عبر العالم العربي. كما كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الطلاب العشرة الأوائل في كل دولة عربية مشاركة، والمشرفين المشاركين على تحدي القراءة العربي إلى جانب فريق التحدي. هذا وحضر الحفل الختامي نخبة من كبار الشخصيات والمسؤولين من القطاع الحكومي وقطاع التعليم والثقافة وأكثر من 400 ضيف ووفود من 21 دولة مشاركة، تضم الطلاب العشرة الأوائل في التحدي عن كل دولة، ومديري المدارس التي قدمت أداءً مميزاً في التحدي، والمشرفين، إلى جانب ممثلي البعثات الدبلوماسية لدى دولة الإمارات. ويعتبر «تحدي القراءة العربي» أول أولمبياد عربي للقراءة، حيث جذب في دورته الأولى أكثر من 3.5 مليون طالب وطالبة من 54 جنسية، مقدّماً جوائز بقيمة 11 مليون درهم إماراتي. وتأمل اللجنة المنظمة للمشروع أن يستقطب التحدي السنوي ما لا يقل عن نصف الطلاب العرب على مدى دوراته المقبلة.

تجهيز 900 مكتبة جديدة بالعالم العربي

ويشكّل «تحدي القراءة العربي»، الذي يسعى إلى تعزيز قيم التسامح وبناء جيل عربي مثقف ومنفتح بعيد عن التطرف، جزءاً من استراتيجية متكاملة لغرس عادة القراءة في حياة الأجيال الجديدة، واستكمالاً لحملة «أمة تقرأ» التي أطلقتها دولة الإمارات خلال شهر رمضان الماضي بهدف توفير 5 ملايين كتاب للطلاب والمدارس المحتاجة، حيث سيتم استخدام هذه الكتب في تجهيز 900 مكتبة جديدة في كافة أرجاء العالم العربي في المرحلة المقبلة.  إلى ذلك، استطاع «تحدي القراءة العربي» أن يترجم أهدافاً عدة، لعل أهمها تشجيع العمل العربي المشترك، وهو ما تجلى من خلال حجم الاستجابة العربية الكبيرة لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومستوى الاهتمام والتفاعل الرسمي والشعبي معها، الأمر الذي مثّل نجاحاً معرفياً وثقافياً كبيراً لدولة الإمارات، حيث شاركت 30 ألف مدرسة تقريباً من 21 دولة حول العالم في الدورة الأولى، وحرصت وزارات التربية والتعليم في هذه الدول على التعاون التام لدعم أهداف التحدي وتيسير إجراءاته، كما أقبل أكثر من 60 ألف معلم شغوفين بالقراءة على المشاركة كمشرفين في «تحدي القراءة العربي»، وأشرفوا بأمانة وتفانٍ على المتسابقين وهم يقرؤون ويلخصون الكتب فيما يقارب 14 مليون دفتر تلخيص خلال العام الماضي، كما بلغ عدد المحكمين 48 محكماً معتمداً، يضاف إلى ذلك مشاركة أكثر من 200 متطوع في كل دولة يتعدّى مجموعهم ال 3000 متطوع، أسهموا جميعاً بإنجاح المشروع في مراحله الثلاث الأولى.

تحدي القراءة مشروع عربي برؤية عربية

ولقد مرّ مشروع «تحدي القراءة العربي» خلال الفترة من سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2015 ولغاية مايو/أيار من العام الجاري بثلاث مراحل تصفية للمشاركين قبل بلوغ المرحلة الرابعة والأخيرة التي تستضيفها دبي، حيث نُفذّت المرحلة الأولى على مستوى المدارس المشاركة من مختلف الأقطار العربية، وتمّت عملية التقييم من قبل محكّمين من تلك المدارس، ثمّ تم ترشيح أعلى ثلاثة مراكز على مستوى المراحل الصفية من كل مدرسة لخوض التحدي على مستوى المنطقة التعليمية أو المحافظة في تصفيات المرحلة الثانية، التي خضعت بدورها للتقييم على يد محكّمين معينين من قبل وزارات التربية والتعليم في كل دولة وبإشراف فريق عمل تحدي القراءة العربي، وخلال هذه المرحلة تم ترشيح المراكز العشرة الأولى على مستوى كل منطقة أو محافظة أو مديرية. وفي المرحلة الثالثة، التي كانت على مستوى الدول العربية المشاركة، تم تحديد المراكز العشرة الأولى في كل دولة، ومن ثم ترشيح ممثل عن كل دولة للتنافس في المرحلة النهائية في الحفل الختامي في دبي.  "تحدي القراءة العربي" هو مشروع عربي برؤية عربية انطلق من دولة الإمارات بهدف تشجيع القراءة على مستوى العالم العربي بشكل مستدام ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلبة طوال العام الدراسي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحوافز التشجيعية للمدارس والطلبة والمشرفين المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي. وتتمحور رسالة المشروع حول إحداث نهضة في معدلات القراءة باللغة العربية وغرس المطالعة كعادة متأصلة في حياة طلبة المدارس في العالم العربي، وفي مرحلة لاحقة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، وفي متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها.

تضم 3100 طالب شارك 830 منهم في التحدي طلائع الأمل الثانوية من فلسطين تتوج بمليون دولار

جاء تتويج مدرسة طلائع الأمل الثانوية من دولة فلسطين بجائزة تحدي القراءة العربي بعد أن تفوقت على مدرستين وصلتا إلى النهائيات، لتحصد بذلك اللقب ومبلغ مليون دولار أمريكي كجائزة تشجيعية والموزعة بقيمة 200 ألف دولار على مدير المدرسة والمشرفين في حين يذهب باقي المبلغ بقيمة 800 ألف دولار لصالح دعم المدرسة ومكتبتها وأنشطتها وبرامجها التعليمية والداعمة للقراءة. كانت اللجنة العليا المنظمة لتحدي القراءة العربي قد أعلنت عن تتويج المدرسة ضمن الدورة الأولى من تحدي القراءة العربي الذي ينعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» ويمثل أكبر مشروع إقليمي عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي، وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. وتضم مدرسة طلائع الأمل صفوفا من المرحلة الابتدائية إلى الصف الحادي عشر، ويبلغ مجمل عدد طلابها 3100 طالب شارك منهم 830 طالباً في التحدي، وقد حققت المدرسة الفلسطينية الفائزة جميع المعايير المعتمدة في الدليل التفسيري لفئة المدرسة ضمن تحدي القراءة العربي، حيث كان أداؤها متميزاً على نحو استثنائي من خلال جودة التخطيط والتنظيم لعمليات التحفيز والتدريب للمشرفين على تحدي القراءة العربي في المدرسة وتسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية للمشروع. وقد صممت المدرسة تقويما سنويا خاصا بفعاليات تحدي القراءة العربي مرصوداً به الفعاليات شهرياً وأسبوعياً ويومياً وعملت المدرسة على تزويد مكتبتها ب1220 كتابا ليكون الكتاب في متناول أيدي جميع المشاركات في التحدي. وحرصت المدرسة على وجود مكتبة صفية في كل صف دراسي لتسهيل عملية الاستعارة علاوة عن تنظيم زيارات متتابعة لمكتبة بلدية مدينة نابلس وبمشاركة مع أولياء الأمور للتشجيع على القراءة وتنويع مصادرها ، كما عملت المدرسة على تشجيع الطلبة على التبرع بمبالغ مالية رمزية بشكل أسبوعي لشراء كتب لدار الأيتام في مدينة نابلس لتشجيعهم على المشاركة في التحدي.  ويضاف إلى ذلك أن المدرسة أثبتت عملها بروح الفريق الواحد خدمة لتحدي القراءة العربي، ونجحت في تمكين وتشجيع 830 طالبة من إنهاء قراءة خمسين كتاباً على الأقل، وإلى جانب ذلك فإن الفائزة في المركز السادس في تحدي القراءة العربي على مستوى فلسطين، جاءت من هذه المدرسة إلى جانب ثلاث فائزات على مستوى مديرية مدينة نابلس، إلى جانب ما تمتعت به طالبات المدرسة من ذكاء لغوي عال وثقافة واسعة كنتاج المشاركة في تحدي القراءة العربي، علاوة على ذلك وكنوع من تأييد التحدي فإن نشيد الكشافة في مدرسة طلائع الأمل يحمل عنوان «اقرأ»، ومن خلال تبيان وضع الطالبات خارج إطار المدرسة أيضاً فقد لوحظ بأن تشجيع المدرسة لهن جعل لدى نسبة عالية من الطالبات مكتبات خاصة في البيت. وضمت قائمة المدارس المتميزة الخمس التي وصلت إلى التصفيات قبل النهائية كلا من مدرسة طلائع الأمل الثانوية من دولة فلسطين ومدارس الإيمان - قسم البنات من مملكة البحرين والمدارس الأمريكية للغات من جمهورية مصر العربية ومن الجزائر ترشحت للنهائيات مدرسة تاونزة العلمية وأخيراً ترشحت مجموعة مدارس ابن تيمية عن المملكة المغربية، ومن ثم ضمت التصفيات النهائية ثلاث مدارس فقط تم الإعلان عنها أثناء الحفل وهي مدارس الإيمان من مملكة البحرين، والمدارس الأمريكية من مصر ومدرسة طلائع الأمل، ليتم بعدها الإعلان عن المدرسة الفائزة ودعوة مديرتها إلى المنصة، حيث قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتكريمها وتسليمها درع التحدي.  وكانت المرحلة الأولى من التصفيات قد شهدت مشاركة ما يقارب 30 ألف مدرسة حكومية وخاصة من 15 دولة عربية، وبينت اللجنة العليا أن دولة الإمارات شاركت من خلال 828 مدرسة مثلت مختلف المراحل الأكاديمية من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، وجاءت جمهورية مصر العربية في المرتبة الأولى بعدد المدارس التي شاركت في التحدي بواقع 13668مدرسة، ثم المملكة العربية السعودية ب4813 مدرسة، فالجزائر ب3910 مدارس، والأردن ب2088 مدرسة، وفلسطين ب980 مدرسة، وموريتانيا ب888 مدرسة، وتونس ب852 مدرسة، والمغرب ب630 مدرسة، وعمان ب263 مدرسة، والسودان ب220 مدرسة، وقطر ب209 مدارس، ولبنان ب165 مدرسة، والكويت ب161 مدرسة، والبحرين ب147 مدرسة.