فحص 600 جين وراثي للمقبلين على الزواج

26.02.2017

كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن خطة الوزارة تتضمن توسيع نطاق فحوص ما قبل الزواج؛ لتشمل إضافة فحص 600 جين مسبب للأمراض الوراثية لدى الأبناء، بهدف تعزيز استقرار الحياة الزوجية، ومنع العوامل المسببة لأمراض وعلل في الأجيال القادمة بسبب الجينات الوراثية.

وأعلنت «الوزارة» أن مختبر مرجعي تابع للوزارة، سيتولى فحص جينات الأمراض الوراثية، لدى المقبلين على الزواج، مشيرة إلى إمكانية القيام بذلك بالتعاون مع مختبر خاص، شريطة أن تتولى الوزارة الإشراف على الفحوص وتوفير الكوادر الطبية والتمريضية للقيام بعملية الفحص.

ويعقد مسؤولو الوزارة، خلال الأسبوع الحالي اجتماعاً لتحديد وقت وآلية التنفيذ التجريبي لفحص الجينات الوراثية للمقبلين على الزواج، بحضور الشركة المختصة بفحص الجينات، وفريق الوزارة المشرف على برنامج فحص ما قبل الزواج.

وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات: «إن إعداد تشريع لإضافة فحص الأمراض الجينية في برنامج ما قبل الزواج، سيكون ضمن أجندة العمل خلال الفترة المقبلة، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة».

وأشار إلى أن الأمراض الجينية ستشمل انيميا الدم وبعض الأمراض الأخرى المنتشرة في الدولة، لافتاً إلى أن وزارة الصحة تبحث تعهيد جزء من خدمات فحوص ما قبل الزواج لاحد المختبرات الخاصة في الدولة، بحيث تكون تحت إشراف ومراقبة الوزارة لضمان عملية نتائج تلك الفحوص للوقاية من الأمراض قبل حدوثها.

ولفت الرند، إلى أن السعر المقترح من قبل الوزارة لفحوص الأمراض الجينية للمقبلين على الزواج، هو 2500 درهم، موضحاً أن سعر تلك الفحوص يكلف في القطاع الخاص أكثر من 4000 درهم. وذكر وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات، أن هناك 7 مراكز صحية تتبع الوزارة تقدم حالياً فحوص ما قبل الزواج الإلزامية لكافة المقبلين على الزواج وتشمل فحوص ما قبل الزواج، 9 فحوص تهتم بأكثر الأمراض المعدية والوراثية شيوعاً في دول الشرق الأوسط، وتشمل أمراض الدم الوراثية، فصيلة الدم والثلاسيميا وفقر الدم المنجلي واخلافات الهيموجلوبين، أما فحوصات الأمراض المعدية والمنقولة جنسياً فتضم الإيدز والتهاب الكبد والبائي «ب، ج» والزهري، بالإضافة إلى المناعة ضد الحصبة الألمانية للمرأة.

وأكد الرند، أن المشروع حقق أكثر من 95٪ من الأهداف المنبثقة عن استراتيجية الدولة لبرنامج فحوص ما قبل الزواج.


من جهة أخرى، كشف تقرير للمركز العربي للدراسات الجينية، التابع لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، أن الإمارات أكثر الدول الخليجية اهتماماً بالبحث في المسببات الجينية للأمراض النادرة.

وأوضح التقرير، أن الدولة وضعت 87 سجلاً تناولت الأعراض السريرية للأمراض النادرة في مقابل 46 سجلاً رصدت المسببات الجينية لها.

وقال عبدالله بن سوقات، عضو مجلس أمناء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية: «يعتبر التقرير دراسة تحليلية للبحوث الصادرة من الدول العربية حول الأمراض النادرة، وهي الأمراض التي يقل معدل انتشارها عن 10 لكل 100 ألف مولود على قيد الحياة». ويستند التقرير إلى البيانات المنشورة في قاعدة بيانات فهرست الأمراض الوراثية لدى العرب، التي يتم تحديثها بصفة دورية وفقاً لأحدث البحوث والدراسات المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة عالمياً لتصبح على مدار أكثر من 10 سنوات أكبر قاعدة بيانات جينية للشعوب العربية على مستوى العالم.

واستعرض التقرير البحوث الصادرة من الدول الخليجية حول الأمراض النادرة، حيث رصدت قاعدة بيانات الأمراض الوراثية لدى العرب، قلة عدد سجلات المسببات الجينية للأمراض النادرة مقارنة بالسجلات السريرية التي تتناول أعراض هذه الأمراض، إلا أن السعودية والإمارات أبديتا إيجابية أكثر في البحث عن المسببات الجينية للأمراض النادرة.

ففي السعودية، رصدت قاعدة البيانات، 83 سجلاً تناولت الأعراض السريرية للأمراض النادرة مقارنة بـ 57 سجلاً تناولت المسببات الجينية للمرض. وبالنسبة للإمارات تم رصد 87 سجلاً تناولت الأعراض السريرية للأمراض النادرة مقابل 46 سجلاً رصدت المسببات الجينية لها.

أما عن البحوث الصادرة عن الدول الخليجية الأخرى مجتمعة، بما فيها قطر وعمان والكويت والبحرين، فقد تم رصد 350 سجلاً حول الأعراض السريرية للأمراض النادرة مقابل 49 سجلاً فقط حول المسببات الجينية للإصابة بالأمراض النادرة.

وأشار التقرير، إلى أن هذا الواقع لا ينطبق على الأمراض النادرة فقط، إنما ينطبق على كافة الأمراض الجينية المدرجة في قاعدة البيانات التي وصل إجمالي عدد السجلات المدرجة فيها إلى 1870 سجلاً يختص كل منها إما بمرض معين أو بجين ما.

كما يمكن أن يتضمن كل سجل من هذه السجلات عدداً من الأبحاث التي تصب بياناتها في الموضوع الخاص بالسجل. وعلى الرغم من أن نسبة السجلات في قاعدة البيانات حول المسببات الجينية للأمراض لم تتعد نسبة الثلث، فإن نسبة السجلات السريرية التي تتناول النمط الظاهري للمرض تستحوذ على الثلثين الباقيين.

ولفت التقرير إلى أن 75% من الأمراض النادرة تصيب الأطفال، والاضطرابات الجينية، هي السبب الرئيس وراء الإصابة بمعظم هذه الأمراض.

مطالب وتوصيات

طالب التقرير برفع درجة الاهتمام البحثي بالمسببات الجينية للأمراض النادرة على مستوى الدول العربية خاصة وأنه يوجد في العالم العربي 25 مليون شخص مصاب بحوالي 8000 مرض نادر. وأوصى التقرير بسرعة البدء في دراسة المكون الجيني للأمراض النادرة إلى جانب العمل على إعداد الكوادر من اختصاصيي علم الوراثة السريرية بالدول العربية بصورة كافية من خلال الاهتمام بتصميم برامج أكاديمية لتدريب الطلبة وتأهيلهم للعمل في هذا التخصص المهم.