المركز الإعلامي
«التغير المناخي»: أشجار القرم تغطي 13.6 ألف هكتار من مساحة الدولة
تغطي أشجار القرم نحو 13.616 ألف هكتار من مساحة الدولة، بينها 10.834 هكتاراً في إمارة أبوظبي، وتتكون هذه المساحات من «المانجروف الأخضر» (Avicennia marina) الذي يمثل النوع الوحيد من أنواع هذه الأشجار التي تعتبر ملجأ للكثير من الكائنات المائية مثل الأسماك والروبيان، وتحمي الجزر من عوامل التعرية.
وأوضحت منى عمران ماجد الشامسي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن تلك النتيجة جاءت بناء على دراسة أعدتها وزارة التغير المناخي والبيئة، مؤخراً، بالتعاون مع الجهات المختصة في شأن المحافظة على التنوع البيولوجي للنباتات والكائنات الحية واستدامتها في الدولة، حيث سجلت الدراسة أعلى مساحة تغطيها أشجار القرم في إمارة أبوظبي بمساحة 10 آلاف و834 هكتاراً، تليها إمارة أم القيوين بألف و877 هكتاراً، وإمارة رأس الخيمة 480 هكتاراً، وإمارة الشارقة 204 هكتارات، وإمارة عجمان 158 هكتاراً، ودبي 63 هكتاراً.
ولفتت لـ «الاتحاد» إلى أن أهمية أشجار القرم تكمن –حسب الدراسة- بقدرتها على التخفيف من آثار التغير المناخي، حيث تلعب دوراً فعالاً في تخفيض الانبعاثات الكربونية، وتسهم في التقليل من آثار الكوارث الطبيعية البحرية، وتحمي السواحل من عمليات التعرية الناجمة عن الأمواج والتيارات البحرية، وتعد بيئة حاضنة للعديد من الأنواع البحرية، كما تحافظ أشجار القرم على التوازن البيئي وحماية الكائنات من خطر الانقراض، إضافة إلى منح زائري المحميات التي وجدت فيها هذه الأشجار، فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية المميزة والسياحة البيئية.
نشاطات بشرية مدمرة
وعن بعض المواقع التي تأثرت فيها أشجار القرم بشكل سلبي نتيجة النشاطات البشرية المرتكزة على شق الطرقات وحفر القنوات، وغيرها من السلوكيات الهادمة، أكدت الشامسي أن وزارة التغير المناخي والبيئة لم تغفل مسألة المحافظة على أشجار القرم، وغيرها من الثروات النباتية التي تتمتع بها الدولة، حيث ركز القانون الاتحادي 24 الصادر سنة 1999، بشأن حماية البيئة وتنميتها، في أحد بنوده، على منع قطع أشجار القرم في الدولة، كما تقوم السلطات المختصة في الإمارات بإعادة تأهيل المناطق المتضررة، والحرص على استدامة هذا النوع من الأشجار، وذلك من خلال التركيز على استزراع أشجار القرم والمحافظة عليها.
وأشارت إلى عدم وجود محميات طبيعية تتبع وزارة التغير المناخي والبيئة، في حين تتوافر في دولة الإمارات 43 محمية طبيعية معلنة تتبع للحكومات المحلية في كل إمارة، كما تبذل الجهات الحكومية في الدولة جهودها لمساعدة المحميات على المحافظة على التنوع الثري الذي تتميز به، حيث تضم أنواعاً مختلفة من الطيور والأسماك.
أماكن وفوائد
وأشارت إلى أهم المحميات الطبيعية التي تضم أشجار القرم، مثل محمية «رأس الخور» في إمارة دبي، و«أشجار القرم والحفية» في إمارة الشارقة، و«الزوراء» في عجمان، ومحميات «القرم الشرقي» و«مروح» و«أبو السياييف» في أبوظبي.
وقالت منى عمران ماجد الشامسي: «تعمل أشجار القرم في محمية «مروح» في أبوظبي- تحديداً في المنطقة الساحلية لجزر مروح والبزم والفيي وبوطنية- على تثبيت الشواطئ وتشكيل بيئة مهمة لـ «تعشيش» الطيور التي تستوطن المنطقة أو الطيور المهاجرة ذات الأهمية العالمية، أما أشجار القرم الموجودة في محميتيّن «رأس الخور للحياة الفطرية» و«جبل علي» في إمارة دبي، تشكل النظام البيئي الأبرز فيهما، حيث استطاعت أشجار القرم المتوافرة في المحميتيّن، جذب أنواع مختلفة من الطيور، ومن أبرزها «بلشون الصخور»، و«الفلامنجو»، و«النوارس»». وذكرت أن أشجار القرم الموجودة في محمية «أشجار القرم والحفية» في خور كلباء في الشارقة، تعد مهمة في احتضان أنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة والأسماك والقشريات، لافتة إلى إدراج هذه المحمية ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية «رامسار»، لكونها من أكبر وأقدم غابات القرم في الساحل الشرقي، وتحتوي على الكثير من الموارد مثل الرخويات وأشجار السمر وغيرها الكثير. ولفتت إلى أن أهمية أشجار القرم «المانجروف» الموجودة في محمية «الزوراء» في إمارة عجمان، تكمن في قدرتها على توفير البيئة المناسبة للطيور المقيمة والمهاجرة، وأعشاش التفريخ والنباتات الرعوية.
وختمت: « وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، تعتبر أشجار القرم غير مهددة بالانقراض، حيث صنفت في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض غير معتبر (LC)».