تنطلق في أبوظبي يوم الثلاثاء المقبل أعمال "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة لإمارات" اللقاء الوطني الأكبر من نوعه الذي سيترأسه كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويضم سمو أولياء العهود ومجلس الوزراء والمجالس التنفيذية في الدولة وأبرز 400 مسؤول حكومي في مختلف القطاعات.
تهدف الاجتماعات السنوية - التي تستمر جلساتها ونقاشاتها على مدى يومين - إلى استعراض الجهود والبرامج كافة التي تم إنجازها لتحقيق رؤية الإمارات 2021 واستعراض أهداف السنوات الثلاث المقبلة بالإضافة إلى وضع الخطط والاستراتيجيات التي تضع حجر الأساس لمئوية الإمارات 2071.
و سيتم خلال الاجتماعات إطلاق 5 استراتيجيات طويلة الأمد و120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعا مشتركا بين الاتحادي والمحلي إلى جانب استعراض الواقع الجيوسياسي العالمي و مناقشة مستهدفات الدولة خلال السنوات الثلاث المقبلة حتى 2021.
وسيكون تطوير القدرات والسياسات والخدمات الوطنية أهم المحاور في الاجتماعات التي تضم 30 مجلسا .. فيما تشكل صياغة رؤية موحدة حول البنية التحتية المستقبلية للدولة إحدى الأولويات الرئيسية.
وتناقش الاجتماعات كذلك استراتيجيات القوة الناعمة للدولة والتعليم العالي والأمن المائي بالإضافة إلى خارطة الطريق نحو الثورة الصناعية الرابعة.
و في هذا الإطار أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "التنمية مفهوم شامل ومتكامل ولا يمكن لقطاع أن يزدهر دون الآخر وهدف الاجتماعات هو المزيد من التكامل لتحقيق قفزات تنموية لجميع القطاعات في كل الإمارات".
وأضاف سموه إن " الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات ستكون اليوم الأول في مسيرة الدولة نحو مئويتها .. وهدفنا أن يضع هذا اليوم أساسا قويا وأفكارا خلاقة للمستقبل"، مؤكدا أن "دولة الإمارات صنعت حاضرها بنفسها وهي قادرة بالروح نفسها على صنع مستقبلها الذي يضمن لأجيالها خيرا ورخاء مستداما".
من جانبه قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إنه مع بدء الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات الثلاثاء المقبل تنطلق خطوة جديدة نحو تحقيق أماني وتطلعات شعبنا بمستقبل واعد لأجيالنا وتعزيز نهضة الإمارات وسعادة شعبها" .. معربا عن ثقته بنجاح هذه الاجتماعات وبدورها في تعزيز نهضة الامارات وسعادة المواطن.
وأضاف سموه : " نستعد للغد بفكر ورؤية طموحة تستشرف آفاق المستقبل ما يتطلب العمل كفريق واحد متناغم وفاعل يقدم خلاصة إبداعاته لتتكامل من خلاله الرؤى الوطنية المستقبلية".
و أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن "تسارع وتيرة الحياة وتتابع التطورات والمتغيرات يحتم علينا المبادرة والعمل ثم العمل حتى نظل في دائرة الريادة والتنافسية".
وأضاف سموه : " وجدت حكومة الإمارات لتحقيق حياة أفضل لأبنائها وإسعادهم وهي اليوم بدعم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وبرؤية ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي غدت أكثر مرونة وفاعلية واستجابة لمتطلبات الحاضر والمستقبل".
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان " إن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت مراحل نهضوية فارقة منذ بداية مسيرتها التنموية.. وبعون الله وبتحقيقنا رؤية 2021 تمضي 5 عقود ملهمة منذ مراحل التأسيس.. وننظر بتفاؤل وطموح وثقة إلى 5 عقود آخرى وصولا إلى مئوية مباركة".
وتعقد "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات" يومي 26 و27 سبتمبر الجاري بحضور 426 شخصية من سمو أولياء العهود ورؤساء المجالس التنفيذية في الإمارات السبع إلى جانب الوزراء ورؤساء الجهات الحكومية الاتحادية ورؤساء الجهات الحكومية المحلية ووكلاء الوزارات ومدراء عموم الجهات الاتحادية ومدراء عموم الجهات المحلية والوكلاء المساعدين والمدراء التنفيذيين.
وتشهد الاجتماعات إطلاق 120 مبادرة وطنية في 11 مجالا حيويا من بينها البرامج الوطنية والقوانين والتشريعات والسياسات الوطنية وتطوير الخدمات وقواعد البيانات والمعلومات الوطنية والقدرات الوطنية والخطط الاستراتيجية الوطنية والتقارير والدراسات الوطنية وفرق العمل الوطنية المشتركة والأدلة الوطنية.
وسيتم أيضا إطلاق استراتيجيات وطنية طويلة المدى منها استراتيجية القوة الناعمة للإمارات واستراتيجية الإمارات للتعليم العالي واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة واستراتيجية الإمارات للأمن المائي 2036.
ويناقش المجتمعون أكثر من 30 موضوعا تتناول مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والإسكان والخدمات الصحية والوقائية والشباب والتوطين والبيئة والطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي والإعلام والخدمات الذكية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتوازن بين الجنسين والتميز والكفاءة الحكومية والقيادات والقدرات الحكومية والثقافة وغيرها.
كما سيتم عقد عدد من ورش العمل والمحاضرات المتخصصة التي تطرح أهم التحديات والسيناريوهات المتوقعة خلال العقود الخمسة المقبلة وكيفية وضع الخطط الملائمة لها.
وتسعى " الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات " إلى الاطلاع على المستهدفات والنتائج التي تحققت حتى الآن ضمن رؤية الإمارات 2021 التي تهدف لأن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم في شتى المجالات ولتحقيق أفضل المراتب في مختلف المؤشرات الدولية وذلك بحلول يوبيلها الذهبي في العام 2021.
ولترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس تم تطوير الأجندة الوطنية التي تم تقسيمها إلى ستة محاور وطنية تمثل القطاعات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال السنوات المقبلة في العمل الحكومي وهي التعليم والصحة والاقتصاد والشرطة والأمن والإسكان بالإضافة إلى البنية التحتية والخدمات الحكومية.
وتهدف "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات" كذلك إلى توفير منصة هي الأكبر والأشمل من نوعها تجمع بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية لبحث التحديات التي تواجه مسيرة التنمية ومناقشة أولويات العمل الحكومي في مختلف القطاعات التنموية ورسم الخطط والبرامج وسياسات العمل ذات الصلة بهذه القطاعات علاوة على مواءمة الاستراتيجيات الاتحادية والمحلية والتنسيق في ما بينها وبدء العمل في التخطيط لمئوية الإمارات 2071 حيث تشكل "مئوية الإمارات 2071" برنامج عمل حكوميا شاملا وموسعا يتضمن وضع استراتيجيات وطنية بعيدة المدى لتكريس سمعة الإمارات إقليميا ودوليا وتعزيز قوتها الناعمة وتمكينها معرفيا واقتصاديا ومجتمعيا وتوفير مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية بعيدا عن النفط والاستثمار في القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والتكنولوجيا المتقدمة وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني وتعزيز التعاضد والتلاحم المجتمعي.
وكان مجلس الوزراء قد اعتمد في يونيو الماضي عقد تجمع وطني سنوي تحت مسمى " الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات" تهدف إلى توحيد العمل الحكومي كمنظومة واحدة على المستويين الاتحادي والمحلي ومناقشة القضايا التنموية بشكل سنوي وعلى المستويات الحكومية كافة وبحضور جميع المسؤولين وصناع القرار وإشراك مختلف القطاعات الوطنية في وضع التصور التنموي للدولة وصولا لمئوية الإمارات 2071 وذلك بالاستناد إلى المحاضرة التاريخية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي ألقاها ضمن فعاليات "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" في شهر مارس الماضي.