محمد بن راشد مخاطباً الإعلاميين: الكلمة شرف ومسؤولية.. والإعلام عين المجتمع

13.06.2017

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أهمية دور الإعلام في مواجهة التحديات الكبيرة التي باتت تحيط بالمنطقة وشعوبها، بما للإعلام من قدرة على توضيح الحقائق للناس وتثقيفهم حول أبعاد التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية التي لا تلبث وتيرتها أن تتسارع يوماً بعد يوم، لتمكين المتلقِّي من الوقوف على تفاصيلها وحشد الطاقات الإيجابية للتعاطي معها بأسلوب يتسم بالحكمة والقدرة على تقييم المواقف بما يعين مجتمعاتنا العربية على التصدي لكل ما يصادفها من تحديات بفكر واع وعزيمة قوية.

ودعا سموه الإعلام أن يكون عوناً للمجتمع العربي على تخطي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة بكل ما تحمله من صعوبات، وسنداً لشعوبنا العربية على مجابهة ما يواجهها من تحديات لتجاوزها إلى ما تصبو إليه من تقدم وتطور وازدهار، وأن يباشر دوره في تشجيع التسامح كقيمة إنسانية مهمة ونشر أسباب السلام والوئام بين الناس، من أجل استئناف الحضارة العربية التي كانت يوماً المنارة التي أضاءت العالم من حولنا بضياء العلم والمعرفة.

جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وجمع من القيادات الإعلامية الإماراتية ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكبار مسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية العاملة في الدولة، في الأمسية الرمضانية التي نظّمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي أمس في مدينة جميرا في دبي.

نزاهة

وقال سموه متحدثاً إلى الإعلاميين: «الكلمة شرف ومسؤولية يجب صونها والحفاظ عليها بالأمانة والنزاهة والحيادية في التعامل معها، وهي قِيَم تكفل للكلمة أثرها الإيجابي في المجتمع، والإعلام شريك في مسيرة البناء، وهذه الشراكة تأتي مع مسؤولية كبيرة من جانب الإعلاميين لاسيما في حسن توظيف الكلمة لتكون عوناً على بناء المستقبل الذي ننشده للأجيال المقبلة لمنحهم غداً يمكنهم فيه توسيع آفاق طموحاتهم وأحلامهم».

وحول ما يلزم على الإعلام القيام به تجاه الناس، أضاف سموه: «الإعلام هو عين المجتمع التي يرصد بها الواقع من حوله، وهو النافذة التي يطل منها أفراده، وباختلاف درجات ثقافاتهم، على العالم وما يشهده من متغيرات وتحولات باتت من السرعة بحيث قد يصعب على البعض مواكبتها واستيعاب تأثيراتها والتي ربما يطالهم أنفسهم جانب منها، وهذه حقيقة توجب على الإعلام أن يكون أميناً في نقل هذا الواقع بصورة مجردة، ودقيقاً في توصيف تفاصيله، وحيادياً في استعراض مختلف جوانب تلك المتغيرات، وموضوعياً في تناول أسبابها وتحليل ما يمكن أن تحمله من تداعيات».

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات العربية المتحدة أدركت أهمية الإعلام من وقت مبكر في تاريخها وحرصت على بناء قاعدة إعلامية صلبة، واصلت تطويرها على مدار عقود، متبعة في ذلك نهجا واضحا يقوم على تعزيز المسؤولية الذاتية والحرية المسؤولة التي تتيح المجال رحبا أمام كل رأي هادف وفكر بنّاء، ومنحت الإعلاميين كافة عناصر الدعم التي تعينهم على القيام بواجباتهم على الوجه الأكمل، فيما شملت مسيرة التطوير تأسيس المناطق الإعلامية الحرة التي ساهمت في ترسيخ دور دولة الإمارات كمركز للإشعاع الحضاري ونقطة انطلاق لأهم وسائل الإعلام العربية وكذلك العالمية التي وجدت في دولتنا البيئة المواتية لمباشرة أعمالها في المنطقة ضمن مناخ عام داعم للإبداع ومحفِّز على الابتكار.

وأعرب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن كامل تقديره للدور الوطني الكبير الذي يقوم به إعلامنا الإماراتي لاسيما في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الإمارات التي تقف فيها على أعتاب مستقبل تسعى فيه إلى تأكيد ريادتها في مختلف المجالات التنموية، بما تحمله من طموحات عريضة لمواصلة مسيرة النماء التي أرسى أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مشدداً سموه على أن ترسيخ الثوابت الوطنية وحشد الطاقات الإيجابية في اتجاه مزيد من التطوير والبناء مسؤولية جماعية يتحمل الإعلام الجانب الأكبر منها.

حضر الأمسية معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وخليفة سعيد سليمان، المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي، ومنى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.

وأكد الإعلاميون المشاركون في الأمسية بالغ تقديرهم وإعزازهم للتشجيع المتواصل والعناية الكبيرة التي يشمل بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الإعلام والإعلاميين وهو ما يتضح بجلاء من خلال البيئة الداعمة التي أسسها سموه وحرص من خلالها على إيجاد نافذة للإعلام الواعي القادر على المشاركة في بناء المستقبل وفق قواعد مهنية وأخلاقية تحفظ على الإعلام نزاهته وتكفل له ثقة المتلقّي واحترامه. وتناول الجميع طعام الإفطار إلى مأدبة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرمضانية العامرة، داعين المولى عز وجل أن يحفظ دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة وأن يديم عليها وشعبها الكريم نعمة الأمن والأمان وأن ينعم عليها بمزيد من التقدم والازدهار.