محمد بن راشد: الإمارات مركز عالمي لتحفيز العقول والطاقات البشرية…كرّم الفائزين بجائزتي "الطائرات"و"الروبوت"

07.02.2016

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المكانة الريادية لدولة الإمارات كمركز عالمي، لتحفيز العقول المبدعة والاستثمار في الطاقات البشرية، لابتكار التطبيقات التي تسهم في الارتقاء بالمجتمع الإنساني.

جاء ذلك خلال تكريم سموه، مساء أمس، للفائزين ب«جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان» و«جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان»، اللتين تعدان الأكبر من نوعهما عالمياً، حيث تقدر قيمة جوائزهما بنحو 10 ملايين درهم، تقدم للفائزين من الجائزتين، وفي المستويات الوطنية والدولية. وقال سموه: «إن ما يشهده العالم، اليوم، من متغيرات وتحديات كبيرة يفرض علينا جميعاً ضرورة توحيد جهودنا في توظيف التقنيات الحديثة لتحقيق هدف واحد، ألا وهو سعادة الإنسان وخدمة الإنسانية.. مشيراً سموه إلى أن ذلك لا يتم إلّا عبر المبادرات المبتكرة والخلاقة التي تسعى لوضع حلول تمكن الإنسان من مواجهة جميع التحديات التي كانت تشكل لفترة قريبة عائقاً أمام تقدمه وتحقيق أمنياته وطموحاته». وأضاف سموه: «تغمرني السعادة، وأنا أرى هذه النخبة من العقول المبدعة، والطاقات الشابة الموهوبة من مختلف دول العالم، التي تجتمع اليوم على أرض إماراتنا الحبيبة لتقدم أفكارها المبتكرة التي تحاكي المستقبل، وتؤكد أنه لا حدود للابتكار ولا حواجز تعوق العقل البشري عن الإبداع، وقد أثلج صدري عندما رأيت شباب الإمارات من طلاب ومبتكرين، ينافسون بمشاريعهم المبدعة ليؤكدوا مرة أخرى أن الابتكار هو نهج شعب الإمارات، وطريقها نحو الريادة والتميز».

وأكد سموه أن هذه الجوائز هي رسالة الإمارات العربية المتحدة للعالم أجمع، رسالة محبة وسلام ودعم لكل ما فيه خير للإنسان والإنسانية.. وقال سموه إنها تقدير بسيط أيضاً نقدمه لهذه العقول والجهود الإنسانية التي فكرت بالمستحيل، وحولته إلى واقع نشاهده بتطبيقات تنقل الفرح والأمل للمحتاجين، وبذكاء اصطناعي يساعدنا في تلبية احتياجاتنا اليومية.. فهذه العقول المبدعة تستحق منا جميعاً كل تقدير وثناء لأنها الثروة الحقيقية التي لا تنفد أبداً.

رافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال التكريم، سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، والدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير الأشغال العامة، والدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير دولة، وعدد من المسؤولين.

وكرم سموه مشروع «لون كوبتر» من الولايات المتحدة الفائز بالجائزة الدولية لجائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان، والتي تبلغ قيمتها مليون دولار.. ويقدم المشروع منصة مبتكرة متعددة الأدوار قادرة على الطيران في الجو، والقيام بعمليات على سطح الماء فضلاً عن عمليات الغوص. كما كرم سموه مشروع «بيل درون» الفائز بالجائزة الوطنية ل«جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان»، والتي تبلغ قيمتها مليون درهم، والذي يركز على إجراء عمليات إصلاح وصيانة عن طريق استخدام طائرة بدون طيار، تتقصى التلف، وتقوم بمهام الإصلاح والصيانة في البيئات التي يتعذر الوصول إليها. ويستهدف المشروع بشكل أساسي القطاعات الصناعية والبناء والخدمات مثل صناعة النفط والغاز، والتي لديها اهتمام كبير بتقليل الخسائر الناجمة عن التسربات النفطية، وذلك لتجنب وتفادي البقع الزيتية المتسربة في المناطق الإيكولوجية الهشة والمحيطات.

وكرم سموه أيضاً مشروع فريق «جامعة كاليفورنيا بيركلي وسوت أكس» الفائز بالجائزة الدولية ل«جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان»، والتي تبلغ قيمتها مليون دولار، والذي طور مشروع الهياكل العظمية الخارجية المتاحة للأطفال، الذين يعانون اضطرابات عصبية، والذي من شأنه تعزيز مهارات المشي لديهم بشكل سريع.

كما كرم سموه مشروع «المرشد الذكي» الفائز بالجائزة الوطنية ل«جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان» والتي تبلغ قيمتها مليون درهم، وهو مشروع إماراتي مبتكر يساعد المكفوفين بشكل مستقل في تجنب العراقيل التي يمكن أن تصادفهم، وتحديد الأماكن أو الأشياء والتنقل من مكان إلى آخر، كما يمكنه استكشاف العراقيل في طريق المكفوفين ضمن مسافة تصل إلى خمسة أمتار، مع تردد متغير «1- 4 هرتز»، ويوجه بلطف المكفوفين للمرور حول العراقيل باستخدام تركيب مؤلف من خمسة ارتجاجات. كانت المشاريع المتأهلة إلى النهائيات قد شهدت منافسات كبيرة من الفرق ال12 المرشحة للفوز بالمسابقتين الوطنية والدولية، وفي الجائزتين حيث قدمت عروضاً حية لمشاريعها المبتكرة أمام لجنة التحكيم التي تضم نخبة من أبرز الخبراء والمختصين محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وتهدف «جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان» التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات خلال القمة الحكومية الثانية في العام 2014، واستقطبت في دورتها الثانية أكثر من 1017 مشاركة في مختلف القطاعات من 165 دولة حول العالم، إلى تسخير التقنيات الحديثة من أجل تسهيل حياة الناس وتزويدهم بخدمات متطورة في المجالات كافة، وذلك سواء داخل الدولة أو خارجها.

وتحرص الجائزة على تحفيز المشاركين من جميع دول العالم على الاستثمار الأمثل في التكنولوجيا الحديثة وإتاحة الفرصة لإبراز إبداعاتهم التقنية، والبحث في إمكانية تطبيقها على الواقع في أمور تمس حياتهم اليومية. وتعتبر «جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، خلال القمة العالمية للحكومات في دورتها الثالثة في فبراير/شباط 2015، وتمكنت في دورتها الأولى من استقطاب 664 مشاركة، من 121 دولة حول العالم.. واحدة من مبادرات المجلس العالمي للروبوتات والذكاء الاصطناعي، الذي تم تشكيله بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي خلال قمة مجلس الأجندة العالمية الذي استضافته حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي. ويضم المجلس قادة الفكر من أكبر الجامعات وأهم الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم، ويهدف إلى تقديم المشورة بشأن أفضل السبل لاستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لتحسين حياة الإنسان والعمل على وضع استراتيجية عالمية لاستخدام الروبوتات في العديد من القطاعات الرئيسية.