الإمارات تتصدر الدول العربية في مؤشر السعادة العالمي... خلال إعلان نتائج مؤشرات المجتمع

27.12.2016

تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق تقارير مؤشرات الأجندة الوطنية التي تمت ترجمتها بتشكيل الفرق التنفيذية للأجندة الوطنية، واستكمالاً لإعلان نتائج مؤشرات الأجندة الوطنية، أعلنت حكومة الإمارات أمس عن نتائج مؤشرات المجتمع التي ترصد ما حققته الدولة والخطوات التي قطعتها للوصول إلى مستهدفات الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021، الهادفة إلى رفع معدلات السعادة وتعزيز التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي والاعتزاز بالهوية الوطنية والانتماء والولاء للوطن وقيادته ومضاعفة الإنجازات الرياضية.  على صعيد مؤشر السعادة العالمي، وهو مؤشر سنوي تصدره «شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمانة العامة للأمم المتحدة، ويعتمد على استطلاع رأي يقوم «معهد غالوب» بإجرائه في 157 دولة ويستند إلى تقييم الفرد لمستوى المعيشة والرضا عن الحياة، يشمل المواطنين والمقيمين العرب والأجانب في كافة إمارات الدولة، احتلت الإمارات المرتبة 28 عام 2016، متصدرةً كافة الدول العربية، حيث أظهرت النتائج ارتفاع مؤشر السعادة لدى المواطنين في عام 2016 مقارنة بعام 2015 من 6.9 نقطة إلى 7.06 نقطة «من إجمالي 10 نقاط» وهي النتيجة المقابلة للمرتبة 15 عالمياً.

وعند استبيان آراء المواطنين حول تقييمهم للحياة بعد خمس سنوات، بلغ متوسط نتائج إجاباتهم 8.3 نقطة «من 10 نقاط»، لتكون بذلك من أعلى النتائج عالمياً، ولتدل على أن الإماراتيين متفائلون بالمستقبل، كما أظهر المؤشر أن أسعد المواطنين هم الأكبر سناً الذين تتجاوز أعمارهم 55 عاما.  وتكمن أهمية المؤشر في أن السعادة هي أساس لخلق مجتمع يتمتع أفراده بصحة سليمة وإنتاجية عالية تتنامى فيه مستويات الرفاهية، الأمر الذي ارتأته القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التي تنظر لسعادة شعبها كأحد أهم أولوياتها.

التلاحم المجتمعي

وعلى صعيد مؤشر التلاحم المجتمعي، وهو مؤشر خاص بالدولة ويقاس كل سنتين من خلال استطلاع رأي يشمل مواطني الدولة ككل من عمر 17 عاماً فما فوق، ويقيس مدى تمتع أبناء المجتمع بالمبادئ والقيم المرتبطة بالهوية الوطنية، وبالتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية بين كافة مكونات المجتمع في الدولة، معتمداً على أسس رئيسية، وهي التماسك الأسري، التعليم والثقافة، المساواة، العدالة، الأمن، المشاركة، والانتماء الوطني. فقد حققت الدولة نسبة 93.11% في عام 2015. وكشفت النتائج أن الدولة حققت أعلى النتائج بنسبة 99.34% في محور الأمن وتحقيق الاستقرار، وحماية حياة وممتلكات المواطنين والمقيمين، يليه محور العدالة بنسبة 96.74% الذي يعكس مدى عدالة القضاء والتشريعات، وتقديم الخدمات والرعاية وتلبية احتياجات المواطنين، وتوافر سبل العيش الكريم للمقيمين وحمايتهم.  كما حققت الدولة نتائج متميزة في محور المشاركة الاجتماعية بنسبة 96.18% والذي يعكس مدى مشاركة أبناء المجتمع الإماراتي في الأهداف والمصالح واتحادهم في مسؤولياتهم تجاه وطنهم، ومحافظتهم على قيمهم، ومشاركتهم في الأعمال التطوعية. يليها محور المساواة بنسبة 94.54% الذي يرصد إمكانات الحصول على فرص حياتية متعددة منها: التعليم، الصحة، العمل والمسكن، تمكين المرأة، ودمج المعاقين. إضافة إلى تحقيق نتيجة 94.33% في محور الانتماء الوطني الذي يقيس مدى تمسك أبناء الإمارات بالقيم الإسلامية، واللغة العربية، والحفاظ على الهوية، وإبراز الانتماء، والاعتزاز بالتراث، واحترام القوانين.

التلاحم الأسري

في مؤشر التلاحم الأسري، وهو مؤشر خاص بالإمارات يقاس كل سنتين من خلال استطلاع رأي يشمل الأسر المواطنة على مستوى الدولة لقياس مستوى التلاحم والمشاركة والدعم بين أفراد الأسرة النواة والعائلة «الأقرباء» من الدرجة الأولى ضمن أجواء يسودها التفاهم والاحترام والمساواة، فقد حققت الدولة نسبة 80.07% عام 2015.  وتشتمل محاور مؤشر التلاحم الأسري على العلاقة بين الزوج والزوجة، وعلاقة الآباء بالأبناء، والعلاقة بين الأبناء والوالدين، والعلاقة بين الأبناء، وعلاقة الآباء بالأسرة الكبيرة، إلى جانب علاقة الأبناء بالأسرة الكبيرة، وقد حققت الدولة أعلى النتائج في محور علاقة الآباء بالأسرة الكبيرة بنسبة 88.75%، يليها محور علاقة الأبناء بالأسرة الكبيرة بنسبة 83.18%، ما يدل على التواصل المستدام بين الآباء والأطفال بالأجداد لضمان تناقل العادات والتقاليد عبر الأجيال بهدف ترسيخ الهوية الوطنية.  كما حققت الدولة نتائج متميزة في محور العلاقة بين الأبناء بنسبة 82.18%، يليها محور العلاقة بين الزوج والزوجة بنسبة 81.70%، ما يدل على توطد علاقة الأم والأب وهي الركيزة الأساسية لتماسك العائلة الإماراتية ووجود علاقات وثيقة بين أبناء العائلة الواحدة. وتكمن أهمية المؤشر في أن الأسرة المتماسكة هي نواة المجتمع المتلاحم، حيث تدل المستويات العالية من التلاحم الأسري على وجود أسر مترابطة ينمو في كنفها الأطفال ليصبحوا مواطنين صالحين ذوي شخصيات متكاملة، وتتعاون الأجيال المختلفة وتنسجم في إطار الأسرة الواحدة، ويتواصل في محيطها الآباء والأبناء مع الأجداد على نحو يضمن ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية وتعزيز نجاحات الوطن في المستقبل.

21 ميدالية  وعلى صعيد عدد الميداليات الرياضية التي تحصدها الدولة، وهو مؤشر يقيس الإنجازات والميداليات في البطولات الأولمبية والبارالمبية، ويشمل كافة أنواع الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. فقد حققت الدولة 21 ميدالية حتى عام 2016، ولتكون بذلك قد حققت وتجاوزت مستهدف عام 2021 والمحدد ب20 ميدالية. وتوزعت على ميداليتين أولمبيتين و19 ميدالية بارالمبية وقد بلغ إجمالي عدد الميداليات الذهبية 5 ميداليات، والفضية 10 ميداليات، والبرونزية 6 ميداليات، وأظهر المؤشر أن المرأة حصلت على ميداليتين في ألعاب القوى في دورة الألعاب البارالمبية 2016.

التنمية البشرية

تسعى الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 لتعزيز موقع الدولة في مؤشر التنمية البشرية الذي يعكس مستوى رفاهية الشعوب في العالم من حيث العمر، والتحصيل العلمي، ومستوى المعيشة، الذي يصدر سنوياً عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد حققت الدولة المرتبة 41 عالمياً عام 2015، ولا تزال تكثف جهودها لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال، بالعمل على أبراز الجوانب التطويرية وهي تحديث الإحصائيات التعليمية، وتكثيف العمل على مبادرات تنويع الاقتصاد.

5 ملايين ساعة تطوع لأبناء الإمارات محلياً وعالمياً

تستضيف العاصمة أبوظبي في شهر يناير المقبل الدورة التاسعة ل «مؤتمر «الإمارات للتطوع» ومؤتمر «أبوظبي المسؤولية الاجتماعية» تحت شعار «وفاء وولاء وعطاء»، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي والخيري في الشباب، ولتسليط الضوء على أهمية المشاركة الفاعلة للقطاع الخاص، في تبني مبادرات مجتمعية، انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه الوطن. ويشارك في الفعاليات 40 مؤسسة حكومية وخاصة، ونخبة من رواد العمل التطوعي، من المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية محلياً وعالمياً، وتتضمن العديد من الجلسات العلمية؛ لاستعراض المبادرات التطوعية لرواد الأعمال الاجتماعيين من الشباب. وأكد الدكتور عادل الشامري الرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء، أن الإمارات قيادة وشعباً تولي العمل التطوعي والإنساني والمجتمعي أولى اهتماماتها، وتحرص على تحفيز الشباب، بالانخراط في الأعمال التطوعية والإنسانية والتطوعية محلياً وعالمياً، مشيراً إلى أن مبادرة زايد العطاء حرصت على تبني مبادرات مبتكرة في مجال العمل التطوعي والإنساني. وقالت موزة العتيبة عضوة مجلس أمناء مبادرة زايد العطاء، إن فعاليات مؤتمر الإمارات للتطوع تسهم في ترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي بين الأفراد والمؤسسات، ما يسهم في توطيد النسيج المجتمعي، والارتقاء بمستوى الأداء والعطاء الإنساني،. ونوهت العنود العجمي مديرة مركز الإمارات للتطوع بأن مؤتمر الإمارات للتطوع يعد منبراً لتعزيز العمل المجتمعي والتطوعي، مثمنة جهود مبادرة زايد العطاء في مجال تحفيز العمل التطوعي والإنساني في المنطقة، والتي قدَّمت خلال السنوات الست عشرة الماضية نموذجاً مبتكراً يحتذى به من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة محلياً وعالمياً. وقال خالد بومطيع الأمين العام للجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية، إن تنظيم المؤتمر بالتزامن مع مؤتمر المسؤولية الاجتماعية، يأتي لإبراز دور المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد في مجالات العمل التطوعي والإنساني العالمي، بجانب التوعية بأهمية العمل التطوعي في تعزيز التنمية المجتمعية، والتلاحم بين أفراد المجتمع.