نائب رئيس الدولة: نريد أن تكون المكتبة بيتاً للحكمة وملتقى للباحثين... ترأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد

22.11.2016

ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الاجتماع الأول لمجلس إدارة «مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم»، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، حيث وجّه سموه أعضاء المجلس بالعمل على جذب أفضل العقول والكتب والمثقفين وعلماء اللغة للمكتبة، مؤكداً "نريد للمكتبة أن تكون بيتاً للحكمة يلتقي فيه الباحثون، ويبدع فيه الشباب وتُصاغ فيه المعرفة". وقال سموه "لا نريد المكتبة مكاناً للكتب فقط، وإنما مكان يستقطب الشباب، ويحفز روحهم الأدبية والثقافية والمعرفية»، لافتاً سموه إلى أهمية المكتبة كمفهوم معرفي شامل، مشيراً بقوله «نسعى إلى إعادة تعريف المكتبة كمعنى ومبنى في عالمنا".  وشدد سموه على الدور الذي ينتظر أن تقوم به المكتبة، وقال "هذه المكتبة هي استمرار للجهود التي تبذلها الدولة لترسيخ القراءة في المجتمع، وجعل الكتاب جزءاً من الحياة".

جاء ذلك خلال اجتماع سموه في مكتبه في أبراج الإمارات مع أعضاء مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تم تشكيله مؤخراً، بحضور محمد المر، رئيس مجلس إدارة المؤسسة، ومحمد عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمبادرات محمد بن راشد العالمية، والتي تشكل المكتبة أحد أعضائها الجدد، ووجّه سموه دعوته لأعضاء المجلس قائلاً "أنتم فريق أكبر مشروع ثقافي في عام القراءة، ونريده أكبر مشروع معرفي في العالم العربي، ورصدنا له ميزانية كبيرة، وعقولاً كبيرة". وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن المكتبة تشكّل امتداداً لسلسة مشاريع ثقافية حيوية في دولة الإمارات تعمل على تعزيز الجهود والبرامج المؤسسية في «عام القراءة»، حيث قال سموه «في عام القراءة، دولة الإمارات بفعالياتها ومبادراتها الثقافية والأدبية والمعرفية أصبحت أكبر مكتبة حية»، ودعا سموّه أعضاء مجلس إدارة المكتبة في هذا السياق، قائلاً "نريد وضع الخطط ورسم السياسات وابتكار مبادرات وأنشطة وفعاليات متنوعة لجعل القراءة قيمة يومية في مجتمع الإمارات". ووجه سموه أعضاء مجلس إدارة «مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم»، بضرورة البدء بتنفيذ آليات مشروع المكتبة من الآن، والعمل على استقطاب العناصر المعرفية للمشروع، قائلاً "لا أريدكم أن تنتظروا الانتهاء من تشييد المكتبة ومرافقها، أريدكم أن تبدؤوا من اليوم، بالعمل على بناء المكتبة معرفياً من خلال استقطاب الأفضل في ميدان البحث والفكر والثقافة". كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، قد أصدر مؤخراً قانوناً بإنشاء مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، كمؤسسة عامة، كما أصدر سموه مرسوماً بتشكيل مجلس إدارة المؤسسة، التي تتولى رسم السياسات العامة والخطط الاستراتيجية اللازمة لتحقيق أهداف المكتبة. وقال سموه على «تويتر»: "ترأست الاجتماع الأول لمجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد.. بدأنا العمل بحمد الله على المشروع المعرفي الأكبر عربياً من نوعه". وأوضح سموه، سنسعى لإعادة تعريف المكتبات من ناحية المعنى والمبنى.. وتوجيهاتنا أن تكون بيتاً للحكمة يلتقي فيه الباحثون ويبدع فيه الشباب وتُصاغ فيه المعرفة. وأضاف: "وجهنا مجلس إدارة المكتبة ببدء العمل من مقر مؤقت من اليوم.. ووجهنا بجذب أفضل العقول والكتب والمثقفين وعلماء اللغة للمكتبة". وأوضح أن " المكتبة ليست مكاناً للكتب.. بل هي جنة للمثقفين.. وملتقى للشباب.. وحاضنة للأفكار.. هي واحة وراحة وسط مدينتنا.. ومنارة للمعرفة في منطقتنا". وتم تشكيل مجلس إدارة المؤسسة برئاسة محمد عبدالله المُر، وعُضوية كُل مِن: حسين ناصر لوتاه، نائباً للرئيس، ود. محمد سالم المزروعي، وإبراهيم أحمد الهاشمي، وسعيد محمد العطر الظنحاني، وياسر سعيد حارب المهيري، ونجلاء سيف الشامسي، وجمال إبراهيم الشحي، وإزوبيل فرنسيس جراد، ومالك سلطان آل مالك، إضافة إلى المدير التنفيذي لمؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. وفي هذا الخصوص، قال محمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يثبت يوماً بعد آخر أنه صاحب رؤية معرفية وثقافية استثنائية»، لافتاً إلى أن سموه "أعاد للقراءة قيمتها وللثقافة اعتبارها في عام القراءة من خلال العديد من المبادرات والمشاريع التي تشجع على غرس ثقافة القراءة لدى الأجيال الشابة تحديداً". وذكر المر أنه "في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات التفرقة والعنصرية في بعض دول العالم، نجد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يتحدث عن الكتاب والانفتاح الثقافي والتسامح". وأكد المر أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، تتمثل في البدء الفوري في العمل على البناء الثقافي للمكتبة، مشيراً إلى توجيهات سموه بإيجاد مقر مؤقت للمكتبة، يتم العمل من خلاله في الفترة المقبلة. وأعرب عن اعتزازه بثقة سموه بالفريق الخاص بمجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، مشيراً إلى أن "المكتبة كصرح معرفي شامل ستسهم في تعزيز موقع الإمارات، عاصمة للثقافة". من جانبه، أكد المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، أن «العمل الميداني في أعمال الإنشاءات الخاصة بالمكتبة ومرافقها تمضي وقت المخطط»، لافتاً إلى أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، هي ببناء صرح ثقافي مميز في دبي تتوفر فيه الإمكانات كافة، والمرافق المعدَّة والمجهزة لإقامة مختلف الفعاليات الثقافية والمعرفية". وأضاف لوتاه: تسعى مكتبة محمد بن راشد إلى تسخير أحدث التقنيات الحديثة في إيصال العلوم والمعارف، حيث ستكون منصة لأضخم مكتبة رقمية ومرئية، إلى جانب المكتبة الورقية، ما يجعلها قِبلةً للمثقفين والأدباء والكتاب والعلماء وطلبة العلم في كل المجالات. وتعد مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الأكبر والأضخم من نوعها في العالم العربي، حيث تبلغ تكلفتها مليار درهم، وستضم ما لا يقل عن 1.5 مليون كتاب مطبوع، ومليون كتاب إلكتروني، ومليون كتاب سمعي، إضافة إلى ثماني مكتبات مختصة.  ويستند مفهوم المكتبة الشامل على ستة أعمدة، بمثابة أعمدة الحكمة الستة، التي تشكل رسالتها وترسخ تميزها؛ هذه الأعمدة هي: المكتبة الرئيسية والمكتبات المتخصصة، وتشجيع القراءة، ونشر المحتوى، ودعم التأليف والترجمة، وحماية اللغة العربية، والحفاظ على الموروث الثقافي، وستكون المكتبة معرضاً دائماً للفنون، وحاضناً لأهم المؤسسات المتخصصة بدعم المحتوى العربي، ومنبراً لأكثر من 100 فعالية ثقافية ومعرفية سنوية. وتتولى «مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم» الإشراف العام على المكتبة، والقيام بالمهام والصلاحيات اللازمة لتحقيق أهداف المكتبة، كما تتولى المؤسسة مهمة تشغيل المكتبة ومرافقها المختلفة، والترويج لها محلياً وإقليمياً ودولياً، ووضع سبل تطوير ونشر المحتوى المعرفي، والتنسيق مع الجهات الحكومية والإقليمية والدولية في كل ما يتعلق بمجال عمل المؤسسة.  كذلك، تقوم المؤسسة بتنظيم الحملات والمهرجانات والفعاليات والأنشطة الثقافية التي تُشجّع القراءة وثقافة الاطلاع وإثراء المعرفة محلياً وعربياً وعالمياً، وتطوير شبكة تعاون إقليمية وعالمية في مجال نشر المعرفة، وتثقيف المجتمعات، والمساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني وتوثيقه وتوفير سُبُل الاطلاع عليه، من خلال المشاركة في الأنشطة والمهرجانات والفعاليات ذات الصلة بالحفاظ على ذلك الموروث واستدامته، ودعم حركة التأليف والترجمة في العالم العربي لإثراء المحتوى المعرفي، ونقل المعارف بين ثقافات الشعوب المختلفة، من خلال جعل المكتبة مركزاً للتأليف والترجمة والبحوث والآداب. –