وُلد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، في 25 سبتمبر عام 1948، وتلقّى تعليمه الابتدائي في مدرسة الصباحية في الفجيرة، ثم التحق بكلية "لندن كوليدج" في المملكة المتحدة عام 1967 لإكمال دراسته العليا، وبعدها التحق بكلية مونز العسكرية في آلدرشوت التي تعد اليوم جزءاً من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية.
تولّى صاحب السمو مقاليد الحكم في إمارة الفجيرة عام 1974 خلفاً لوالده الشيخ محمد بن حمد بن عبدالله الشرقي، وسار منذ ذلك الوقت على خطى والده في تطوير المنطقة والارتقاء بها في جميع المجالات حتى غدت قِبلة الاستثمارات ووجهةً سياحية مميزة. قبل تولّي الحكم في إمارة الفجيرة، تولى سموه منصب رئيس الشرطة والأمن في الفجيرة، ومنصب وزير الزراعة والثروة السمكية ضمن أول تشكيل وزاري للحكومة الاتحادية بعد قيام الاتحاد، ومنصب ولي عهد الفجيرة.
شهدت الفجيرة نشاطاً اقتصادياً في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث أصدر سموّه مرسوماً أميرياً عام 1987 يقضي بإنشاء المنطقة الحرة بالفجيرة كهيئة حكومية مستقلة، بهدف تعزيز النشاط الاقتصادي في الإمارة واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والمساهمة في زيادة الناتج المحلي للإمارة، كما أصدر سموه مرسوماً أميرياً بإنشاء منطقة الفجيرة للصناعات البترولية (فوز) في أبريل 2011، وعملت المنطقة منذ إنشائها على تعزيز الحركة الملاحية والنشاط البترولي وصناعات النفط والغاز وإقامة المشاريع الاقتصادية اللوجستية في مجال الصناعات البترولية، حيث يُعد ميناء الفجيرة اليوم ثاني أكبر مركز لتزويد السفن بالوقود على مستوى العالم، كما دعم سموه الجانب السياحي والاقتصادي في الإمارة، بإنشاء المكاتب السياحية، والمؤسسات الحكومية التي تدعم حضور الفجيرة في قطاع السياحة العالمية وتقوي اقتصادها.
منذ تولي صاحب السمو حمد بن محمد الشرقي مقاليد الحكم في الفجيرة، حرص على الاهتمام بالتعليم ومتابعة العملية التعليمية في المدارس، وتجلّى اهتمام صاحب السمو بالثقافة في الكثير من المجالات الثقافية والأدبية التي ساهمت في ترسيخ حضور إمارة الفجيرة على المستوى العربي والعالمي. وفي عام 1990 وجّه سموه بإنشاء جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية لتكون صرحاً ثقافياً يحفز النشاط الأدبي والفكري من خلال الفعاليات المختلفة لتعزيز الحركة الثقافية في الإمارة. وفي ديسمبر 2006 أصدر صاحب السمو مرسوماً أميرياً بإنشاء هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بهدف تحقيق الأهداف الإعلامية والثقافية الشاملة للإمارة وتعزيز حضورها في المجال الثقافي، وبتوجيهات سموه تم تأسيس مسرح الفجيرة عام 2005، وازدهرت الحركة المسرحية في عهده من خلال العروض المحلية والخليجية والعربية التي كانت تقام على مسرح الفجيرة.